ايه قصة تشويه جدران المعابد المصرية وتدمير بعض الآثار وتدمير النقوش الهيروغليفية

نزلت في ١٨‏/١١‏/٢٠٢٣

ايه قصة تشويه جدران المعابد المصرية وتدمير بعض الآثار وتدمير النقوش الهيروغليفية

في أوائل انتشار المسيحية في مصر حصل اضطهاد واسع ضد المصريين المسيحيين كجزء من الاضطهاد الروماني للمسيحية فلجأ المسيحيين الأوائل في مصر إلى المعابد المصرية هرباً من بطش الرومان.

لكن للأسف حصلت انتهاكات تجاه الآثار المصرية اهمها تشويه جدران المعابد المصرية وتدمير بعض الآثار وتدمير النقوش الهيروغليفية على جدران معبد فيلة وتحويل جزء من المعابد القديمة لكنائس وهدم بعد القطع الأثرية.

الاضطهاد الروماني للمسيحية

الفترة دي من تاريخ المصريين كانت مضطربة جداً وكل شئ فيها متخبط.. المصريين المسيحيين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب وكان المفر الوحيد هو المعابد الأثرية عشان يمارسوا دينهم في أمان بعيداً عن أعين الرومان وحتى عشان يفضلوا على قيد الحياة بس.

تشويه الاثار المصرية

تشويه الاثار المصرية

كما هو معروف ممنوع الصلاة لصور لمعبودات لا تعترف بها الديانة المسيحية بالتالي المصريين المسيحيين وقتها اضطروا انهم يمسحوا رسومات ونقوش من على جدران الآثار المصرية وكان فيها نقوش لا تحمل دلالة دينية أصلاً.

دخول الاسلام مصر

كذلك في بدايات انتشار الإسلام في مصر حصلت عدة انتهاكات مشابهة منها تحويل جزء من معبد الأقصر إلى مسجد وهو مسجد أبوالحجاج الأقصري واستعمال أجزاء من بعض الجدران الأثرية كدواسة أقدام في بعض مساجد القاهرة القديمة.

داخل مسجد ابو الحجاج الأقصري

داخل مسجد ابو الحجاج الأقصري

من ضمن أسباب التصرفات دي كانت محاولات اذلال المصريين من الحكام الاجانب خصوصاً الايوبيين والمماليك ووصم الحضارة المصرية بالشرك وغيرها من الاتهامات لدرجة أن السلطان الأيوبي عثمان بن صلاح الدين يوسف أمر بهدم الأهرامات وبدأوا بهرم منكاورع كونه الأصغر.

لكن جنود الملك مقدروش يحركوا اكتر من صخرة في اليوم الواحد والمشروع كاد أن يتسبب في إفلاس الدولة فتم التخلي عن فكرة الهدم وخلفوا وراءهم شرخ كبير ما زال موجود في هرم منكاورع لحد النهاردة.

الاسباب الغير دينية

الحقيقة تشويه الآثار المصرية سواء على يد المصريين أو الأجانب كان لأسباب غير دينية أيضاً زي تحويل البطالمة بعض المعابد لحصون عسكرية والبعض الآخر تحول لأسواق وفيه آثار تم هدمها وإعادة استخدام صخورها لأغراض أخرى.

تشويه الاثار

تشويه الاثار

واللي ساعد على كدة أن المصريين ذات نفسهم مع الوقت كل موارد بلدهم بما فيها الآثار بقت تحت سلطة الأجانب (الرومان والبطالمة والعرب) سيطرة مباشرة مما دفع المصريين لهجران المعابد وحتى هجران بعض المناطق السكنية اللي تحولت لأغراض أخرى.

لما بنبص على اللي حصل للمناطق الأثرية فاحنا متفهمين أنه جزء من اللي حصل كان السبب فيه الحكام الأجانب وجزء آخر كان السبب فيه المصريين لأنهم كانو مجبورين على كدة بشكل أو بآخر خصوصاً في جزئية تشويه الجدران وتحويلها لمناطق للصلاة.

هل دي كان تصرفات صحيحة ونتفق معها؟

إطلاقاً.. تشويه الآثار أو هدمها بغرض استعمال صخورها لأغراض تانية هو أمر مرفوض تماماً وتصرف سلبي وهدم للمعالم الثقافية اللي بتحفظ تاريخ المصريين مهما مر الزمن.

المصريين قرروا يغيروا دينهم واعتنقوا أديان جديدة؟

شئ طبيعي جداً انه يحصل لكن مش صح أبداً تشويه الآثار.. الأرض واسعة وممكن الصلاة في أي مكان تاني أو إنشاء أماكن جديدة للصلاة بدون ما نشوه الآثار.

وكذلك تسوية بعض الآثار بالأرض بغرض انشاء منازل هو أمر عبثي و تصرف خاطئ من المصريين في العصور اللي حصلت فيها الأحداث دي بسبب الاضطهاد الشديد اللي وقع على المصريين.

التيار المنحرف

في وقتنا الحالي مع بروز اسم القومية المصرية من جديد ظهر توجه فكري منحرف عن أسس القومية المصرية بيحاول يصدر نفسه على أنه القومية المصرية.

التيار دة بيقول أنه لازم محو الاسلام والمسيحية تماماً من المجتمع المصري وأنهم السبب في "تدهور الحضارة المصرية" ولازم كل المصريين يرجعوا للاعتقاد المصري القديم او يكونوا ملحدين و الا ميبقوش مصريين منتمين لبلدهم بحق وحقيقي.

أولاً الدين هو اعتقاد الانسان عن الله والكون من حوله ودي مسألة تخص الانسان مينفعش أبداً نتدخل فيها و لا علاقة لها بتاتاً بالانتماء لمصر وهويتها.. كونك مصري مسلم او مسيحي مش هيقلل نقطة من انتماءك لمصر بالنسبة لواحد مصري عايش من ٤٠٠٠ سنة مثلاً.

كلنا منتمين لمصر بنفس الدرجة والفيصل هو ولاء الشخص للدولة المصرية أقدم دولة في التاريخ.. أي كلام عن أن المصري لازم يعتنق دين ميعن عشان يبقى مصري ١٠٠٪؜ هو عبث والقومية المصرية ليها أسس فكرية مش طابونة كل من هب و دب يتكلم بلسانها

والأسس الفكرية دي عمرها آلاف السنين و تنص على أن الهوية المصرية هي وحدة كل المصريين تحت راية الدولة المصرية بغض النظر عن الأصل أو الدين

كل من يحاول أن يستبعد جزء من المصريين من مظلة الانتماء لمصر بسبب دينهم هو واهم يعيش في أحلام يقظة طفولية بعودة الديانة المصرية القديمة و يعتبرها أساس الهوية المصرية و بدونها المصري ميكونش مصري.

كما أن أن كل من يتحفز ضد الأديان ويسئ لأديان المصريين ويعتبرها "اديان دخيلة شريرة دمرت مصر" هو خاسر لا مكان له في القومية المصرية.

اللي قام به بعض المصريين زمان بهدم بعض الآثار اضطراراً بسبب اضطهاد الحكام الاجانب هو تصرف خطأ و يقع اللوم على المصريين اللي عملوا كدة مش على كل المصريين ولا على الاسلام والمسيحية.

التصرفات دي مفروضة تماماً وإلقاء اللوم على المصريين المسيحيين الحاليين مثلاً بسبب اللي حصل في معبد فيلة من تشويه هو أمر مرفوض لأن لا يد لهم في اللي حصل و ذريعة لإثارة فتنة وتقسيم المصريين على حاجة معملوهاش ولا وافقوا عليها

المصريين كلهم سواء مسلمين او مسيحيين يرفضوا اي تشويه للآثار وفخورين جداً بإنجازات الحضارة المصرية اللي عملها أجدادنا في سالف الدهر واللي بنستكملها بإنجازاتنا كمصريين في العصر الحديث.

الحضارة المصرية لم تنقطع و باقية ببقاء المصريين و كل انجاز مصري هو يُضاف على الحضارة المصرية اللي مش محصورة على زمن معين او معتنقي ديانة معينة.

شير المقالة عن طريق

تاجات

القومية المصريةالمعابد المصرية

اقرا كمان