في نفس الأيام دي من 101 سنة تم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك واللي كانت حديث العالم كله لأنها كانت أول مقبرة كاملة يتم اكتشافها بكل مقتنياتها على عكس مقابر كتير اتسرقت.
المقبرة كانت تحت 150,000 طن من الصخور مما هي عادة ملوك الفترة دي عشان يحموا مقابرهم من النهب لكن مقبرة توت تميزت بأنها الوحيدة الغير منهوبة و متفتحتش من ساعة دفن الملك الشاب.
المقبرة دي كانت مهمة مش بس عشان الكنوز اللي فيها على رأسهم القناع و لكنها عرفتنا حاجات كتير جداً عن طبيعة الحياة في العصور القديمة في مصر من أول الحياة اليومية والفن والملابس لحد نوعية تسليح الجيش المصري قديماً.
مقبرة الملك توت عنخ آمون
الاكتشاف دة خلق حالة نفسية عالمية اسمها Tutmania و هي شبه Egyptomania و بقى الكل بيتسابق على انتاج الأغاني والأفلام والأعمال المسرحية المستوحاة من حياة الملك الشاب وبعضها كانت أعمال فنية بأمر من ملكة إنجلترا شخصياً.
الاتفاق بين مصر و بريطانيا و هاورد كارتر كان أنه أي مقبرة يتم اكتشافها بكل مقتنياتها فهي من حق مصر و بريطانيا وافقت على الشرط دة لأن محدش كان متوقع أبداً أنه يتم اكتشاف مقبرة غير مسروقة وعشان كدة هاورد كارتر و بريطانيا حاولوا بكل الطرق ينقلوا كل مقتنيات المقبرة لبريطانيا لأنها كنز أثري وسياحي ميتعوضش.
المحاكم المختلطة الأجنبية في مصر حكمت لصالح كارتر و بريطانيا لكن مرقس حنا باشا وزير الأشغال وقتها أمر البوليس المصري بمحاصرة المقبرة ومنع كارتر من الدخول والخروج بدون تفتيش واضطرت الحامية البريطانية في الأقصر تنسحب خوفاً من رد فعل شعبي.
في الوقت دة كانت الحركة القومية في أوجهها بعد ثورة 1919 و في يوم و ليلة بقت المقبرة حديث كل المصريين و تحولت من مجرد اكتشاف أثري لرمز لنضال المصريين من أجل استقلال وطنهم الغالي.
الحكومة المصرية ورئيسها سعد باشا رفضوا تنفيذ حكم المحكمة الأجنبية في مصر و أصروا أنه لو كارتر عايز يكمل تنقيب يبقى تحت اشراف مصر و كل المقتنيات تفضل في مصر والموضوع وصل للبرلمان البريطاني.
في النهاية مع تولي مصطفى النحاس باشا رئاسة الحكومة أعلن بشكل رسمي ونهائي أنه كل مقتنيات المقبرة هتفضل في المتحف المصري بالقاهرة ومفيش حاجة منها هتخرج وبريطانيا قررت تستسلم وتخلت عن طموحها في نقل مقتنيات الملك الشاب للندن.
زي ما حافظنا على مقتنيات الملك توت وحفظناها من الخروج للندن هييجي يوم و نرجع كل آثارنا في الخارج
